وممن مات في أيام الحاكم من الأعلام: الشيخ عز الدين بن عبد السلام والعلم اللورقي وأبو القاسم القباري الزاهد والزين خالد النابلسي والحافظ أبو بكر بن سدي والإمام أبو شامة والتاج ابن بنت الأعز وأبو الحسن ابن عدلان ومجد الدين بن دقيق العيد وأبو الحسن بن عصفور النحوي والكمال سلار الإربلي وعبد الرحيم بن يونس صاحب التعجيز والقرطبي صاحب التفسير والتذكرة والشيخ جمال الدين بن مالك وولده بدر الدين والنصير الطوسي رأس الفلاسفة وخاصة التتار والتاج ابن السباعي خازن المستنصرية والبرهان ابن جماعة والنجم الكاتبي المنطقي والشيخ محي الدين النووي والصدر سليمان إمام الحنفية والتاج ابن ميسر المؤرخ والكواشي المفسر والتقي بن رزين وابن خلكان صاحب وفيات الأعيان وابن إياز النحوي وعبد الحليم بن تيمية وابن جعوان وناصر الدين بن المنير والنجم ابن البارزي والبرهان النسفي صاحب التصانيف في الخلاف والكلام والرضي الشاطبي اللغوي والجمال الشريشي والنفيسي شيخ الأطباء وأبو الحسين ابن أبي الربيع النحوي والأصبهاني شارح المحصول والعفيف التلمساني الشاعر المنسوب إلى الإلحاد والتاج وابن الفركاح والزين ابن المرحل والشمس الجوني والعز الفاروقي والمحب الطبري والتقي ابن بنت الأعز والرضي القسطنطيني والبهاء ابن النحاس النحوي وياقوت المستعصمي صاحب الخط المنسوب وخلائق آخرون. وممن مات في أيام المستكفي من الأعلام: قاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد والشيخ زين الدين الفارقي شيخ الشافعية وشيخ دار الحديث وليها بعد وفاة النووي إلى الآن ووليها بعده صدر الدين بن الوكيل والشرف الفزاري والصدر بن الزرير بن الحاسب والحافظ شرف الدين الدمياطي والضياء الطوسي شارح الحاوي والشمس في زمانه والحافظ سعد الدين الحارثي والفخر التوزي محدث مكة والرشيد بن المعلم من كبار الحنفية والأربوي والصدر ابن الوكيل شيخ الشافعية والكمال ابن الشريشي والتاج التبريزي والفخر ابن بنت أبي سعد والشمس بن أبي العز شيخ الحنفية والرضي الطبري إمام مكة والصفي أبو الثناء ومحمود الأرموي والشيخ نور الدين البكري والعلاء ابن العطار تلميذ الإمام النووي والشمس الأصبهاني صاحب التفسير وشرح مختصر ابن الحاجب وشرح التجريد وغير ذلك والتقى الصائغ المقرئ خاتمة مشايخ القراء والشهاب محمود شيخ صناعة الإنشاء والجمال بن مطهر شيخ الشيعة والكمال بن قاضي شهبة والنجم القمولي صاحب الجواهر والبحر: والكمال بن الزملكاني والشيخ تقي الدين بن تيمية وابن جبارة شارح الشاطبية والنجم البالسي شارح التنبيه والبرهان الفزاري شيخ الشافعية والعلاء القونوي شارح الحاوي والفخر التركماني من الحنفية شارح الجامع الكبير والملك المؤيد صاحب حماة الذي له تصانيف كثيرة منها نظم الحاوي والشيخ ياقوت العرشي تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي والبرهان الجعبري والبدر بن جماعة والتاج ابن الفاكهاني والفتح بن سيد الناس والقطب الحلبي والزين الكناني والقاضي محي الدين بن فضل الله والركن بن القويع والزين بن المرحل والشرف ابن البارزي والجلال القزويني وآخرون.
أحد المشايخ المعمرين، كان يحضر مجلسه خمسون ألفا ممن معه محبرة سوى النظارة، ويستملي عليه سبعة مستملين كل يبلغ صاحبه، ويكتب بعض الناس وهم قيام، وكان كلما حدث بعشرة آلاف حديث تصدق بصدقة، ولما فرغ من قراءة السنن عليه عمل مأدبة غرم عليها ألف دينار، وقال: أنواع المطابخ الألمنيوم بالصور شهدت اليوم على رسول الله ﷺ فقبلت شهادتي وحدي، أفلا أعمل شكرا لله عز وجل؟ وفيها نزل التتار على آمد وكان صاحب مصر المنصور علي بن المعز صبيا وأتابكه الأمير سيف الدين قطز المعزي مملوك أبيه وقدم الصاحب كمال الدين ابن العديم إليهم رسولا يطلب النجدة على التتار فجمع قطز الأمراء والأعيان فحضر الشيخ عز الدين بن عبد السلام وكان المشار إليه في الكلام فقال الشيخ عز الدين إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم بشرط أن لا يبقى في بيت المال شيء وأن تبيعوا ما لكم من الحوائص والآلات ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه وتتساووا في ذلك أنتم والعامة وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا ثم بعد أيام يسيرة قبض قطز على ابن أستاذه المنصور وقال هذا صبي والوقت صعب ولا بد من أن يقوم رجل شجاع ينتصب للجهاد وتسلطن قطز ولقب بالملك المظفر.
الحاكم بأمر الله: أبو العباس أحمد بن المستكفي كان أبوه لما مات بقوص عهد إليه بالخلافة فقدم الملك الناصر عليه إبراهيم ابن عمه لما كان في نفسه من المستكفي وكانت سيرة إبراهيم قبيحة وكان القاضي عز الدين بن جماعة قد جهد كل الجهد في صرف السلطان عنه فلم يفعل فلما حضرته الوفاة أوصى الأمراء برد الأمر إلى ولي عهد المستكفي ولده أحمد فلما تسلطن المنصور أبو بكر بن الناصر عقد مجلسا يوم الخميس حادي عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وطلب الخليفة إبراهيم وولي العهد أحمد والقضاة وقال: من يستحق الخلافة شرعا؟ وقد ذكرها أبو علي الفسوي في بعض مسائله فقال أورم لا تكون الهمز فيها إلا زائدة في قياس العربية ويجوز في إعرابها ضربان أحدهما أن يجرد الفعل من الفاعل فتعرب ولا تصرف والآخر أن يبقى فيه ضمير الفاعل فيحكى وفي أورم الجوز أعجوبة وهي أن فيها بنية كانت في القديم معبدا فيرى المجاورون لها من أهل القرى بالليل ضوء نار ساطعا فإذا جاؤها لم يروا شيئا حدث بذلك غير واحد من أهل حلب وعلى هذه الأبنية ثلاثة ألواح من حجارة مكتوب عليها بالخط القديم ما استخرج وفسر فكان معنى ما على اللوح القبلي الإله الواحد كملت هذه البنية في تاريخ ثلاثمائة وثمان وعشرين سنة لظهور المسيح عليه السلام وعلى اللوح الذي على وجه الباب سلام على من كمل هذه البنية وعلى اللوح الشمالي هذا الضوء المشرق الموهوب من الله لنا في أيام البربر في الدور الغالب المتجدد في أيام الملك إيناوس وإيناس البحرين المنقولين إلى هذه البنية وقلاسس وحنا وقاسورس وبلابيا في شهر أيلول في ثاني عشرة من التاريخ المقدم والسلام على شعوب العالم والوقت الصالح.
نعمه يرغب أمير المؤمنين في ازديادها ويرهب إلا أن يقاتل أعداء الله بإمدادها ويدأب بها من ارتقى منابر ممالكه بما بان من مبانيه أضدادها ونحمده والحمد لله ثم الحمد لله كلمة لا يمل من تردادها ولا يحل بما تفوق السهام من سدادها ولا يبطل إلا على ما يوجب تكثير أعدادها وتكبير أقدار أهل ودادها وتصغير التحقير لا التحبيب لأندادها.نعمه يرغب أمير المؤمنين في ازديادها ويرهب إلا أن يقاتل أعداء الله بإمدادها ويدأب بها من ارتقى منابر ممالكه بما بان من مبانيه أضدادها ونحمده والحمد لله ثم الحمد لله كلمة لا يمل من تردادها ولا يحل بما تفوق السهام من سدادها ولا يبطل إلا على ما يوجب تكثير أعدادها وتكبير أقدار أهل ودادها وتصغير التحقير لا التحبيب لأندادها. وفيها: ركب عضد الدولة في جنود كثيفة إلى بلاد أخيه فخر الدولة، وذلك لما بلغه من ممالأته لعز الدولة واتفاقهم عليه، فتسلم بلاد أخيه فخر الدولة وهمدان والري وما بينهما من البلاد، وسلم ذلك إلى مؤيد الدولة - وهو أخوه الآخر - ليكون نائبه عليها، ثم سار إلى بلاد حسنويه الكردي فتسلمها وأخذ حواصله وذخائره، وكانت كثيرة جدا، وحبس بعض أولاده وأسر بعضهم، وأرسل إلى الأكراد الهكارية فأخذ منهم بعض بلادهم، وعظم شأنه وارتفع صيته، إلا أنه أصابه في هذا السفر داء الصداع، وكان قد تقدم له بالموصل مثله، وكان يكتمه إلى أن غلب عليه كثرة النسيان فلا يذكر الشيء إلا بعد جهد جهيد، والدنيا لا تسر بقدر ما تضر.