ومضى بالكتاب رسول فأوصله إليه. وقيل: إنّ القادر بالله رضوان الله عليه، رأى رؤيا قبل ورود الخبر إليه بمصير الأمر إليه. وكتب على الطائع كتابا بالخلع وتسليم الأمر إلى القادر بالله رضي الله عنه، وشهد الشهود فيه عليه، وكانت مدة خلافته سبع عشرة سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام. فأمّا أخت بهاء الدولة التي كانت في حبال الطائع لله فإنّ دارها حرست يوم القبض من النهب. لمّا زاد أمر ابن عمار في تمكّنه كتب أرجوان إلى منجوتكين وشكا إليه ما هم فيه، ودعاه إلى قصد مصر ومقابلة نعمة العزيز عنده وكشف هذه الغمّة عن ولده. وفي هذه السنة ورد الخبر بوفاة سعد الدولة أبي المعالي ابن سيف الدولة بعد قتله بكجور غلامه. « ورد أبو عليّ ابن محمد بن نصر وجماعة معه. كان لسعد الدولة غلام يعرف ببكجور فاصطنعه وقلّده الرقّة والرحبة واستكتب له أبا الحسن علي بن الحسين المغربي. وقلّد أبو القاسم علي بن أحمد الأبرقوهى الوزارة وخلع عليه. وبرز سعد الدولة في غلمانه وطوائف عسكره - ولؤلؤ الجراحي الكبير يحجبه - ولم يكن معه من العرب إلّا عمرو بن كلاب وعدّتهم خمسمائة فارس إلّا أنّهم أولو بأس ومن سواهم من عدّته وعدّته. وترددت بينه وبين عيسى بن نسطورس الوزير مكاتبات خاطبه فيها بكجور بخطاب توقّع عيسى أوفى منه.
فرحل بكجور عن الرقّة وكتب إلى نزّال بأن يسير من طرابلس ليكون وصولهما إلى حلب في وقت واحد وسار إليها. وكان نزّال هذا من قوّاد المغاربة وصناديدهم ومن صنائع عيسى وخواصّه. لأمره ومستطرفا لعظمه. فرأيت دستاهيج قنطرة عظيمة فقلت: ترى من قد حدّث نفسه بعمل قنطرة في هذا الموضع على مثل هذا البحر الكبير؟ فكاتبوه وأطمعوه في الأمر وأعلموه تشاغل سعد الدولة باللذة، فاغترّ بأقوالهم وكتب إلى صاحب مصر يبذل له فتح حلب ويطلب منه الإنجاد والمعونة فأجابه إلى كل ملتمس. رددت على شتائمه بشتائم خير منها، فبدأنا المشاجرة، فأمسكني من شعري وأمسكته من لحيته ونتفنا شعر بعضنا، وتضاربنا وتباصقنا وتقاتلنا بشراسة لا نأبه بالمريض ولا بصراخ النساء، وربما كنا سنسبب أذى لبعضنا لولا أن إحدى النساء هرعت إلينا تخبرنا بأن دورية الشرطة تدق على الباب وتسأل ما سبب كل هذه البلبلة. ولكن، واحسرتاه، لم يعطوني ولا فلس، وسدىً صرخت وتوسلت؛ كل ما سمعته منهم كان: nasty trap queen «إذا قلت كلمة أخرى فسنقطع رأسك! ساس الدنيا والدين وأغاث الإسلام والمسلمين واستأنف في سياسة الأمر طرائق قويمة ومسالك مأمونة سليمة هي إلى الآن مستمرة والقاعدة عليها مستقرّة لم تعرف منه زلّة ولا ذمّت له خلّة. جلس ثاني يوم حصوله في الدار جلوسا عامّا وهنّئ بالأمر وأنشد المديح بالشعر. سار. فلمّا بلغ الجبل انحدر بهاء الدولة ووجوه الأولياء وأماثل الناس لتلقّيه وخدمته ودخل دار الخلافة ليلة الأحد ثاني عشر رمضان.
» فإذا هم الواردون للإصعاد به فقد تقرّرت الخلافة له. إنّ القادر بالله جدّد معاهد الخلافة وأنار أعلامها، وكشف غمم الفتنة وجلّى ظلامها، ويقولون: stx vape لئن كان لكلّ من الائمة رضوان الله عليهم مناقب مروية وطرائق مرضية، فإنّ لأربعة منهم فضائل أفردوا بمزاياها وحظوا بمرباعها وصفاياها: geek bar watt (https://www.zerohedge.com/) قام أمير المؤمنين السفّاح سفح دماء الأعداء وتأخي كشف الغمّاء وتفرّد وتفضّل بفضيلة الإبتداء، والمنصور بالله، أيّد بالنصر في توطيد قواعد الأمر، فذلل كلّ صعب وأزال كلّ شعب وثقّف كلّ مناد ومهّد لمن بعده أحسن مهاد، ثم المعتضد بالله عضد الدولة بحسن تدبيره وسياسته وتلافاها بشرف نفسه وعلوّ همّته وأعادها بعد الضعف إلى القوّة وبعد اللين إلى الشدّة وبعد الأود إلى الاستقامة وبعد الفتنة إلى السلامة، ثم القادر بالله قدر من صلاحها على ما لم يقدر عليه سواه وسلك من طريق الزهد والورع ما تقدّمت فيه خطاه، فكان راهب بنى العباس حقّا وزاهدهم صدقا. يقوم التركمان بحملاتهم الكبرى في الربيع غالباً عندما يكثر الكلأ في الجبال والسهول لخيولهم وتكثر القوافل في الطرقات لينهبوها. ورحل نزّال وأبطأ في سيره وواصل مكاتبة بكجور بنزوله في منزل بعد منزل وقرب عليه الأمر في وصوله. وكتب إلى نزّال الغورى وإلى طرابلس بالمسير إليه متى استدعاه من غير معاودة. كتب عيسى إلى نزّال سرّا بأن يظهر لبكجور المسارعة ويبطن له المدافعة.
وقد كان سعد الدولة كتب إلى بسيل عظيم الروم وأعلمه عصيان بكجور عليه وسأله مكاتبة البرجى صاحبه بأنطاكية بالمسير إليه متى استنجده بالمسير إليه فسار. فلقيته كتب صاحب مصر وخلعه وعهده على دمشق، فنزل بها وتسلّمها ممن كان واليا عليها. فطالت أيّامه وطابت أخباره وأقفيت آثاره وبقيت على ذرّيّته الشريفة أنواره رضي الله عنه رضاه عن الائمة المتقين، وجعلها كلمة باقية في عقبه إلى يوم الدين. وقد سمحوا له بالتجول في أرجاء المعسكر المحصن وأن يطرح أسئلته بحذر وأن يلاحظ التفاصيل ما سمح له بتجميع المعلومات التي كنت أحتاجها عن قوة العدو ومواقعه وترتيباته للعمليات المحتملة. وأرسل أبو محمد وألفتكين إلى بهاء الدولة وأشاروا عليه بالعبور والبدار فتوقّف عن ذلك ووعد وسوّف ثم أمدّهما بثمانين غلاما من غلمان داره مع خدم للخيل، فعبروا وحملوا على الديلم من ورائهم بغرّة الصّبوة وقلة التجربة، فأفرج الديلم لهم حتى توسّطوهم، ثم انطبقوا عليهم فقتلوهم. وسار عن الرقّة بعد أن خلّف عليها سلامة الرشيقى غلامه وأخذ رهائن أهلها على الطاعة.